ظهر مشروب الشاي منذ آلاف السنوات في دولة الصين على يد أسرة شانغ الحاكمة بعد أن استخرجوه من نباتات الكاميليا الصينية، فلم يتخذه الصينيون كمشروب فقط بل اعتمدوا عليه لمداواة بعض الأمراض الجسدية حتى شهد تطور كبير بعد ذلك في مختلف دول العالم وباتت كل دولة تُعده بطريقة مختلفة تميزها عن باقي البلدان.

اشتُقت أيضًا كلمة شاي من أصول صينية كأسم الشجيرة الخاصة بأوراق الشجر، أما في دول أوروبا والدول العربية لم يتم العثور على تاريخ محدد لظهور الشاي إلا في القرن السابع عشر.

كيف تشرب الشعوب الشاي

ظهر الشاي منذ آلاف السنين في بلدان مختلفة وكانت الصين مطلع تلك البلدان خلال عهد أسرة شانغ الحاكمة، ليزدهر في العقد السابع عشر داخل بريطانيا كأشهر مشروب، بعد ذلك انتقل عبر ثقافات مختلفة ليصل إلى دولة الهند ودول أخرى مختلفة في أرجاء العالم دعونا نتعرف عليها:

الصين

اكتسب الشاي أهمية كبيرة لدى الثقافة الصينية ففي عهد أسرة تانغ ظهرت نباتات الشاي على سفوح التلال لتُقطف وتُغلي مع أوراق الشاي في المرجل لتعزيز النكهة وقد أقام تانغ حفلات مخصصة لتذوق الشاي، لكن في عهد أسرة مينج اختلفت طريقة تحضير الشاي.

اعتمدت أسرة مينج على تجفيف أوراق الشاي ثم طحنها وعصرها لصنع مخفوق يُغلي مع الماء الساخن، وفي العام 1391م أصدر مينج وثيقة رسمية لتغير أنماط الشاي من الطوب إلى أوراق سائبة؛ فكانت الوثيقة سبب أساسي في تغيير تحويل الشاي إلى شاي منقوع.

باتت عبوات الشاي أمر ضروري للاحتفاظ به وبمذاقه كيلا يتأثر بالعوامل الخارجية وبعد أن اقتصر ظهوره لدى الأسرة الحاكمة بات منتشرًا في المقاهي والأحياء والمناطق التجارية؛ وارتبط ارتباطًا وثيقًا باستضافة الأشخاص وللاسترخاء أثناء الليل.

صُممت أوعية صغيرة مزخرفة لشرب الشاي الصيني والاستمتاع به في جميع الأوقات لأنها تسمح بمرور بخار الشاي إلى الأنف ما يساعدك على تذوق الشاي وتقديره بأفضل شكل ممكن.

هونغ كونغ

تطورت طريقة تقديم الشاي في هونغ كونغ ليُقدم مع الحليب المبخر بكافة أنواعه، كما ابتكرت بعض المقاهي طرقً أخرى وهي تقديم الشاي مع الليمون سواء كان ساخنًا أو باردًا مع قليل من السكر حسب رغبة المتذوق.

اليابان

اعتُمد الشاي الأخضر في ثقافة اليابان كمشروب يُقدم في المناسبات الخاصة فقط ولاستضافة الأفراد بالمنزل وللاستمتاع به عند تناول الوجبات الخفيفة، حتى جعلته اليابان أشهر المشروبات وحظي باهتمام كبير جدًا من قبل المطاعم فأصبحوا يقدمونه بجانب الوجبات دون إضافة أي رسوم مالية.

في وقتنا الحالي تهتم اليابان بتدريس صناعة الشاي يدويًا واستخدامه كبديل علاجي بواسطة أحدث التقنيات تعبيرًا عن التقاليد اليابانية.

تايوان

تايوان هي موطن شاي الفقاعات المُعد من كرات نشا التبيوكا مع الحليب والشاي والسكر وبعض النكهات المضافة، وبمرور الوقت حظي شاي الفقاعات بشعبية كبيرة جدًا في أمريكا الشمالية.

كوريا

تُقام عدة حفلات داخل كوريا تُسمي طقوس الشاي المشروب الأساسي بها هو الشاي الكوري للاستمتاع بتذوقه في أي وقت مع التمسك بأنواع محددة من الشاي.

الهند

صُنفت الهند كأكبر دولة منتجة للشاي حول العالم فقد حظي بتقدير كبير واعتُمد كمعيار ثقافي للدولة، يُصنع بغلي أوراق الشاي وإضافة الحليب والسكر ومجموعة توابل مميزة منها القرفة، الزنجبيل، الهيل والفلفل الأسود، وعلى الأغلب يُصنع داخل أكشاك صغيرة تنتشر بكل أرجاء الهند.

اشتهرت ثلاث مناطق في الهند بصنع ماسالا تشاي (الشاي الأسود) بطريقة مختلفة تميز كل منطقة عن الأخرى كالآتي:

1. منطقة دارجيلنغ: يمتاز الشاي خاصتها بلونه الأصفر المائل للبني بعد التخمير ورائحته القوية.
2. منطقة نيلجيري: تصنع الشاي مكثف ذو رائحة عطرة ونكهة قوية بلون داكن.
3. منطقة آسام: أكبر مدينة لإنتاج أشهر علامات الشاي التجارية المفعم بمذاق مختلف ولون داكن.

باكستان

يُقدم الشاي في باكستان وقت الظهيرة على الأغلب باسم نون تشاي، ويُصنع من مزج الحليب مع التوابل المختلفة والفستق واللوز لإضفاء قوام كريمي باللون الوردي.

الأرجنتين

هل سبق لك السير في شوارع الأرجنتين؟ فمن المرجح أنك رأيك أناسًا يسيرون وهم حاملين دالة الشاي يرتشفون منها بجميع الأوقات ويُسمونه يربا ماتي، يتم تقديمه مجففًا في قرع كالابازا مع قش فولاذي.

بريطانيا

قُدم الشاي لأول مرة في بريطانيا بالعام 1840 إلى دوقة بيدفورد آنا وقد خصصت وقتًا للشاي لتناوله مع الكعك والسندويتشات.

تايلاند

اشتُهرت دولة تايلاند بالشاي المثلج باسم تشا ين مع مجموعة نكهات مختلفة وبعض التوابل مثل اليانسون، زهر البرتقال، التمر الهندي، القرفة وغيرهم للاستمتاع به في طقس حار بعد تخميره.

إنجلترا

ثار الجدل في إنجلترا على طريقة تحضير إيرل جراي (الشاي) فهناك أشخاص تُعده على الطريقة التقليدية بنقع أوراق الشاي في ماء قريب من درجة الغليان وتقديمه مع السكر والليمون لإضافة نكهة حمضية، وآخرون يستخدمون الحليب كبديل الليمون، وعلى الرغم من هذا الجدال ما زالت احتفالات الشاي قائمة وقت الظهيرة.

روسيا

تمتاز روسيا بطريقة تقديم مميزة للشاي فبعد صنع الشاي يتم وضعه داخل ساموفار وهي جرة مُزخرفة لتخمير الشاي، ويعود تاريخ السامور إلى القرن الثامن عشر حيث كان يعتقد الناس بأنها تحتوى على أرواح نتيجة ما تصدره من ضوضاء عند غليان الماء حتى باتت عنصر أساسي لدى كافة الأسر الروسية.

التبت

يتناول سكان التبت الشاي عن طريق صنع قوالب مجمدة من الشاي وعند تحضيره يحصلون على قطعة مناسبة لإضافته إلى الماء للغليان ثم تقديمه مع الزبد الناعم وقليل من الملح.

الولايات المتحدة الأمريكية

منذ العام 2014م أصبح الشاي أحد أشهر المشروبات غير الكحولية داخل الولايات المتحدة الأمريكية بجميع أنواعه بل ويمكنك العثور على الشاي الصيني، أما في وقتنا الحالي يُصنع الشاي المثلج ويُقدم في المساء.

تاريخ الشاي عند العرب

وجد الشاي طريقه إلى دول الشرق الأوسط ليصبح من أفضل المشروبات الساخنة باختلاف عادات وتقاليد كل دولة في تحضيره:

المملكة العربية السعودية

بزغ مشروب الشاي في بلاد الصين لأول مرة ثم انتقل للعرب مع المهاجرين ليتم اكتشافه في المملكة العربية السعودية وقد نال على مكانة عظيمة بينهم، يعبر الشاي عن لحظات الونس في تجمعات السعوديين بمذاق مميز، ولكن طريقة إعداده تتطلب مقاييس دقيقة لأوراق الشاي والسكر والإضافات الأخرى للاستمتاع بمذاق ونكهة لا تُنسي، إضافة إلى ذلك أعددت المملكة العربية مهرجان خاص به بعنوان "الشاي في الثقافة السعودية".

الجزائر

يُعتبر الشاي كعلامة لحسن الضيافة في دولة الجزائر؛ يكون كبير الأسرة المسؤول عن تقديمه خلال الضيافة بما لا يقل عن ثلاث أكواب، ويُفضل الأشخاص تناوله في جميع الأوقات يوميًا كأحد الأنشطة الاجتماعية.

تاريخ الشاي في مصر

المشروب القومي للمصريين بنوعيه الكشري والسعيدي اعتبرته الحكومة المصرية المحصول الاستراتيجي لتسترده سنويًا من سريلانكا وكينيا، وكل نوع من الشاي المصري يمتاز بطريق تحضير مختلفة عن النوع الأخر فضلًا عن شهرة كل نوع في مدن معينة:

• الشاي الكشري: حصل على شهرة كبيرة في شمال مصر، يُحضر عن طريق إضافة مسحوق الشاي الأسود إلى الماء المغلي لبضع دقائق ثم تحليته بالسكر، والبعض يُفضل إضافة الحليب أو أوراق النعناع الطازج إليه.
• الشاي الصعيدي: يوضع الشاي الأسود داخل ماء لغليانه على نار قوية لمدة 5 دقائق ثم تحليته بـ 3 ملاعق سكر ويمكن إضافة أكثر من ذلك حسب رغبة الشخص.

ليبيا

يمتاز الشاي الليبي بلونه الأخضر أو الأسود القاتم، لكن طريقة تقديمه تختلف عن البلدان الأخري فيقدم إما مُغطي بالرغوة أو محلى بالنعناع مع الفول السوداني أو اللوز حسب ما يفضله الفرد.

المغرب

بات الشاي الأخضر جزء أساسي من الثقافة المغربية باعتبارها الدولة الأكبر لاستيراده حول العالم، فيقدم مع كل وجبة وخاصة الكعك مع أوراق النعناع، إضافة لإنشاء عروض خاصة به تعبيرًا عن ثقافته الفريدة.

مالي

أصبح الشاي في مالي عادة أساسية يوميًا مع نهاية كل وجبة، ويُصنع بغلي الشاي داخل فرن طيني مع مقدار من الماء والسكر.

أغلى أنواع الشاي في العالم

الشاي جزأ لا يتجزأ من ثقافات الشعوب المختلفة خاصة داخل الشرق الأوسط فيعود تاريخه إلى 2737 قبل الميلاد عندما قرر الإمبراطور الصيني شين نونغ غلي أوراق نبات الكاميليا في الماء للحصول على أول كوب شاي، بمرور الوقت تطورت طرق تقديم الشاي وكذلك أنواعه فدعونا نتعرف إليها:

شاي باندا دونغ

يمتاز شاي باندا دونغ بمذاق مميز ورائحة تُشبه رائحة الخيزران مع مضادات أكسدة وفوائد صحية للجسم لا حصر لها، لهذا السبب يبلغ سعره 70 ألف دولار أمريكي.

شاي إمبريال

عُثر على شاي إمبريال في مدينة دارجلينغ بالهند برائحة تُشبه الفواكه، وفي العام 2014 بيع شاي إمبريال في مزاد silver tips imperial بسعر 1850 دولار أمريكي تقريبًا.

أعواد الشاي الذهبي

منشأ أعواد الشاي الذهبي دولة سنغافورة وتُقطف مرة واحدة على مدار العام لتنتقل إلى مرحلة التجفيف، وبعد الانتهاء من مرحلة التجفيف تُرش بمادة الذهب صالح للتذوق عيار 24 قيراط لتُباع بـ 7800 ألف دولار أمريكي لكل كيلو جرام.

شاي أولونغ

أشهر أنواع الشاي في الصين؛ أُطلق عليه هذا الاسم تقديرًا للأسطور نرجس اليوناني، يمتاز بنكهته الخشبية المائلة للشوكولاتة ورائحته المشابهة للأوركيد، فضلًا عن فوائده الصحية لعلاج تسوس الأسنان وزيادة نسبة التركيز وعلاج أمراض شديدة الخطورة مثل مرض السرطان وأمراض القلب ليبلغ، أما عن سعره يبلغ الكيلو جرام 6500 دولار أمريكي.

الأسئلة الشائعة

ما هو أكثر شعب يشرب الشاي في العالم؟

أصدرت لجنة الشاي العالمية قرار مفاده بأن الشعب التركي أكثر الشعوب استهلاكًا للشاي إذ يبلغ استهلاكهم نحو 1300 كوبًا سنويًا.

لماذا الأتراك يشربون الشاي؟

ارتفع سعر البن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى كما فقدت الدولة العثمانية جزءًا كبيرًا من أراضيها، لهذا السبب أجمع الأتراك على تناول الشاي بدلًا من ندرة القهوة حتى أصبح المشروب المفضل لديهم.

ما هي الدولة الأكثر انتاجًا للشاي في العالم؟

تصدرت الصين المرتبة الأولى كأكثر دولة منتجة للشاي تليها دولة كينيا.